الاثنين، 2 فبراير 2015

فلا سبيل الى الرغيف سوى البغاء
                                                                                                    القاضي
                                                                                                 رحيم حسن العكيلي
عندما ناقشت اللجنة التي وضعت الدستور العراقي الحالي لعام 2005 موضوع ( التعليم الالزامي ) اصر بعض السياسيين - من طرف اسلامي - على ان لا يتجاوز التعليم الالزامي المرحلة الابتدائية ، ورفضوا ان يصل الى الاعدادية او يشمل التعليم الجامعي ، لانهم لا يريدون ان تتجاوز دراسة بناتهم تلك المرحلة ، ثم يجلسن في البيوت ، اذ لا يرغبون لبناتهم ان يتعلمن غير القراءة والكتابة فقط ، لانهم يعتقدون بان الذهاب الى المدارس بعد الابتدائية والجامعات مفسدة ، قد تعرض شرف وعفة بناتهم للخدش والخطر .
وحينما اصر اخرون على رفع التعليم الالزامي لغاية انتهاء الاعدادية اجابوا بغضب :- ( هل تريدون اجبارنا على ارسال بناتنا للدارسة بعد الابتدائية لتتعلم الفجور والتبرج والخلاعة )  .
فانتهي الامر بحصر التعليم الالزامي بالابتدائية فقط بنص المادة ( 34 / اولا ) من الدستور التي نصت :- ( التعليم عامل اساس لتقدم المجتمع .. وهو الزامي في المرحلة الابتدائية ... )  .
ثم اعد لنا – لاحقا - نفس الاخوة  مشروع قانون لاحوالنا الشخصية ( باسم قانون الاحوال الشخصية الجعفري )  يجيز تزويج القاصرات حتى دون التاسعة من العمر .
وذلك لابد ان ينتج لنا الاف من المطلقات دون العشرين ، مثلما انتج لنا الارهاب الاف الارامل دون العشرين . اذ ان اكثر مــــــن ( 28 % ) من حالات الطلاق في المحاكم العراقية تقع لمن هن دون ( 18 ) من العمر .
والمعروف بان اغلب زواجات القاصرات تتم - عادة - في عوائل فقيرة اما بسبب الحاجة والعوز من اجل التخلص من تكاليف الانثى بزواجها ،  او للحصول على مال لقاء ذلك الزواج، واما بسبب عدم الوعي وعدم التحسب او نتيجة التمسك بافكار وتقاليد بالية .
طيب ... تصوروا – معي – فتاة لا تحمل سوى شهادة الابتدائية ... مطلقة او ارملة .. وخلفها ثلاث او اربع اطفال .. من عائلة فقيرة عاجزة عن الانفاق عليها وعلى اولادها .. يجلدها الجسد الغض- وتلح عليها الحاجة والفاقة والفقر ، لا فرصة لها بعمل يحصنها ويسد حاجتها فلا شهادة ولا صنعة ولا مهنة ..
الا تذكركم حالها بقول السياب في ( المومس العمياء ) :-
(( من الذي جعل النساء
دون الرجال ...فلا سبيل الى الرغيف سوى البغاء
الله - عز وجل - شاء ..
الا يكن سو بغايا او حواضن او اماء ؟؟
او خادمات يستبيح عفافهن المترفون ؟؟
او سائلات يشتهيهن الرجال المحسنون ؟؟؟  ))
فكروا معي .. هل منع الفتيات من التعليم ، وتزويجهن مبكرا ، يحفظ طهارتهن وعفتهن ام يجعلهن اضعف المخلوقات في مواجهة تحديات الفقر والعوز والجوع ومتطلبات الجسد ومهاوي الشهوة ؟؟؟   

   

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق